حين تتمنى انتهاء تلك المرحلة في حياتك..اسأل نفسك هذا السؤال!

_ مرحبًا، كيف حالك؟
= أنا بخير

..بعد تسع ثوانِ

_ مبارك نجاحك للعام المنقضي
= الله يبارك فيك
_ أنت حاليًا في أي سنة؟
= في السنة الثالثة
_ جيد! بعد هذا العام، ستتبقى لك سنة واحدة حتى تنتهي من الدراسة وتلك المرحلة الجامعية اللعينة..هانت.


= صحيح، ولكنّي لا انتظر انتهاء تلك المرحلة ولستُ مستعجلًا، أنا سعيد هكذا..
_ ماذا؟ وات؟ what؟

بالنسبة لمعظم الناس، يبدو هذا الرد جنوني. كيف لا تريد أن تَخلَص وتنتهي من تلك المرحلة؟ الطبيعي أنك في كل مرحلة، عليك أن تكون كارهًا لها وتتمنى انتهاءها، بل تعد الشهور والأيام حتى تنتهي؛ فإن كنت في المدرسة، عليك أن تسعى للتخلص منها لدخول الجامعة، وحين تدخل الجامعة، عليك أن تكون ساخطًا على أساتذتك هناك وتتمنى انتهاء تلك المرحلة لتتخرج وتصبح حرًا وتحصل على وظيفتك التي تريدها.

أما إن تخرجت أخيرًا ووجدت عملًا، فعليك أن تسعد للفترة الأولى، ولكن فيما بعد عليك أن تكره عملك وتسخط على مديرك وتسأل نفسك: متى سيأتِ يوم الجمعة؟ وبعد عدة أعوام تقول: متى سأنتهي من تلك المرحلة وأتقاعد؟

هذا ما يفعله أغلب الناس، وما يرونه طبيعيًا.

ولكن ماذا بعد؟ إن هذا التفكير يُذكّرني بالموظف الكاره لوظيفته..يريد التخلص من كافة التكاليف لديه لينتهي يومه الوظيفي في أسرع وقت. ولكن لماذا نفعل مثله ونريد إنهاء كافة مراحل حياتنا ونتخلص منها في أسرع وقت؟

ما أعرفه أن انتظار انتهاء تلك المرحلة لن يجعل حياتي أفضل، ولست ضامنًا أنها ستكون كذلك في المراحل القادمة أيضًا.

ما أعرفه أن كل مرحلة لها صعوباتها ومعاناتها الخاصة، وحين تنتهي تلك المرحلة فلن أصبح في الجنة! ستظل الحياة لديها تحدياتها.

لذا، حين أعتقد أن تلك المرحلة جحيم عليّ التخلص منه لأجل الوصول للحياة الخالية من المعاناة بعد التخرج، فأنا أخدع نفسي.

نعم، توجد مميزات في المرحلة القادمة بالطبع، ولكن توجد صعوبات أيضًا، إنها كأي مرحلة أخرى، لا تستحق أن انتظرها على مضض، ولا تستحق أن أخشى منها أيضًا.

ماذا لو كنتُ في أفضل أيامي؟

حين ترغب في التخلص من أي المرحلة، هذا ما يجب أن تسأله لنفسك: ماذا لو كانت هذه هي أفضل أيام حياتي بالفعل، ولكنني -كالأبله- أريد التخلص منها؟

نحن كبشر نستطيع تذكر الماضي، ولكننا لا نستطيع معرفة المستقبل، هذا يعني أن هناك احتمالية 50% أن يصبح القادم أسوأ، مما يعني؟ هناك احتمالية كبيرة أنك في أفضل أيامك حاليًا، أو على الأقل ليست الأسوأ، أليس الأمر جديرًا أن يجعلك سعيدًا ببقاءك في تلك المرحلة؟

للتوضيح، لدينا 3 احتمالات:

الأول: أن يكون الماضي أسوأ، وأنت الآن تتجه نحو الأفضل بالتدريج. هذا يعني أن أسوأ أيامك قد مرَّت بالفعل، وهذا رائع، لماذا تريد أن تمر المرحلة الحالية بسرعة رغم أنها ليست الأسوأ؟

الثاني: أن يكون الماضي أفضل، والقادم أسوأ. هذا يعني أنك في آواخر أيامك الجيدة، فلترضى بها وتفرح فيها كلها قبل أن تأتي أيام لا تستطع فيها الابتسامة.

الاحتمال الثالث وهو الأرجح: أن حياتنا لا تسير باتجاه واحد، وإنما هي كنبضات القلب أو سلاسل الجبال أو الزجزاج..تعلو وتهبط. تصبح أفضل ثم تعود لوضع الاستقرار ثم تهبط..ثم تبدأ بالارتفاع..إلخ.

كيف تعرف إن كنت في وضع الهبوط أم الارتفاع؟

بسيطة، ما دُمت تقرأ هذه التدوينة الآن فأنت في نقطة ما في الجزء العلوي، لأنك لو في المرحلة السُفلى فلن تجد الوقت أو الصحة لقراءتها، بل ستكون مشغولًا بمصائب أخرى.

الآن، نحن لا نعرف المستقبل، فماذا لو كنت في أفضل أيامك بالفعل؟

مينا يسأل: كيف يكون شعورك حين تفكر بالمستقبل، هل هو قلق، خوف، حماس، سعادة، أم أنه شعور متغيّر؟

للخريجين: كيف كانت مرحلة الجامعة بالنسبة لك مقارنةً بمرحلة ما بعد التخرُّج، هل هي أسهل أم أصعب؟

8 أفكار على ”حين تتمنى انتهاء تلك المرحلة في حياتك..اسأل نفسك هذا السؤال!

  1. السؤال الذي يراودني دائما “ماذا لو كنت في أجمل أيامي؟”😅
    عموما تفكيري في المستقبل يصحبه شعور بالتوتر أحيانا وبالحماس أحيانا أخرى. ولكنها تبقى مرحلة مجهولة!

    Liked by 1 person

    1. “السؤال الذي يراودني دائمًا”

      كنت أظن أنني وحدي في هذا😅

      “شعور بالتوتر أحيانا وبالحماس أحيانا أخرى”

      نفس الشئ. أعتقد أن الحماس والتوتر وجهان لعملة واحدة؛ بمعنى أن التوتر حين يختلط مع الإعتقاد الداخلي بالقدرة على مواجهة أو التكيف مع الأمر، فإنه يتحول إلى حماس.

      بناءً على ذلك، ألاحظ أن التوتر يكون السائد وقت الخمول، بينما يتحول إلى حماس وقت النشاط أو حين نكون بصحة جيدة

      يبدو أنني بحاجة للتمرن كثيرًا قبل التخرج 🙂 لعلني أتحمس

      Liked by 1 person

  2. أعيش حاليا مرحلة ما بعد التخرج، وهي مرحلة تتميز بلا استقرار وقلة الخيارات، عكس ما نتصوره في المرحلة التي قبلها .. هي مرحلة صعبة هذا مايمكنني قوله للوقت الحالي

    Liked by 1 person

    1. ربما صعوبة الأمر بالنسبة لخريجي الطب في التمرُّس أكثر عمليًا، أو ربما بسبب وجود مسار محدد -يصعب الإنزياح عنه- يتبعه أغلب الأطباء بعد التخرج؟

      بالنسبة لخريجي باقي الكليات، تكمن الصعوبة في عدم ايجاد فرص عمل أصلًا (بعكس الطب الذي يمتلك ميزة أكبر في هذا الشأن)، إذ عادةً ما تكون الكليات الأخرى إما ذات عدد كبير ومنافسة شديدة أو أنها غير مطلوبة.

      ولكن الشئ المشترك الذي سمعته من أغلب الخريجين من مختلف الكليات هو أنها مرحلة أصعب من سابقتها (على الأقل خلال أول سنتين من التخرج)

      أتمنى لكِ كل التوفيق د.شروق وأن تكوني في أفضل الأحوال دائمًا🙏

      Liked by 1 person

  3. شكرا لك ماهر، أوافقك بالنسبة لصعوبة ايجاد عمل لباقي التخصصات، لكن ما قصدته بالنسبة للطبيب، أن هناك خيارات اكمال التخصص، وهو أمر وارد لكنه صعب التحقيق، اما عن توفر المناصب فهي تقل من سنة لأخرى، و إن وجدت فتكون مناصب اقل بكثير من طموح الطبيب لصقل مهاراته، مع عدم توفر التكوين الحديث ليبقى في واجهة المستجدات الطبية، قد لا يشترك في الأمر كل الأطباء في العالم طبعا، لكنني اتحدث عما يحدث في الجزائر من قلة الفرص التكوينية التي تجعل الطبيب دائما مع الجديد، ولا يدفن مع بعض المعلومات، يعيدها مرارا وتكرارا كل يوم.

    Liked by 1 person

  4. التنبيهات: بدون صحبة! – LAENDER

اترك رداً على mina maher إلغاء الرد