هل أنت مستيقظ الآن؟ أنا مثلك وأكثر: مستيقظ..حتى حين يفترض أنني نائم!
كلما أحاول النوم، لا أستطيع. أو أنام، ثم أستيقظ بعد 4 ساعات، ولا أجيد النوم مرة أخرى.
لم أكن أحب النوم منذ صغري؛ كنت أكافح لأبقى مستيقظًا، وكان النوم يغلبني دائمًا.
حتى أصبحت مراهقًا واكتسبت الشجاعة والقوة كي لا يغلبني النوم مرة أخرى، وكنت أنجح غالبًا: لقد كنت أهزم النوم.
في المرحلة الثانوية، كنت أنام في الثالثة فجرًا وأستيقظ السادسة والنصف صباحًا، أي ثلاثة ساعات ونصف من النوم. أستيقظ فأذهب إلى المدرسة، ثم أعود لأنام ساعتين آخرتين أو أكثر قليلًا. كان جسدي يتحمل قلة النوم.
ولكن، يا فرحة ما تمِّت!
في 2019، وفي منتصف امتحانات الثانوية العامة، انفجر جسدي من قلة النوم، خاصةً مع الحشر المعلوماتي المتزايد، لقد طفح به الكيل.
في مغرب إحدى تلك الأيام، شعرتُ بتنميل في جسدي، ودوخة، ونبضات متسارعة. كنت أعلم أن معدل ضربات القلب الطبيعي هو 70 لكل دقيقة، هرعت لقياسها فوجدتها 120 نبضة / دقيقة في وضع الراحة، دقائق وأعدت قياسها فأصبحت 140، مرت دقائق أخرى فشعرت بالتعب أكثر ووجدتها 180 نبضة / دقيقة. ليت مستواي الدراسي يرتفع بنفس هذه السرعة!
لم يكن الأمر كوميديًا، لقد هلعت، وظننتها آخر لحظات حياتي قبل أن يتوقف قلبي، فذهبت مسرعّا إلى الطبيب.
قاس نبضاتي فوجدها متسارعة، وعلى ما يبدو أنه قد هلع أيضًا. قاس نسبة الأكسجين فوجدها جيدة، نسبة السكر فوجدها جيدة. استخدم سماعته لسماع قلبي وغالبًا لم يجد علة واضحة باستثناء التسارع (بالطبع، طلب آشعة وتحاليل أخرى).
كي لا أطيل، أعطاني إحدى أدوية مثبطات بيتا لتهدئة النبض، بالإضافة إلى إحدى الأدوية المهدئة الشعبية البسيطة حتى أستطيع النوم وأخرج من تلك الأيام -الامتحانات- بسلام.
بعدها، تحوَّلتُ من شخص لا ينام بإرادته، إلى شخص لا ينام سواء أراد أو لم يُرِد. لقد آلف جسدي الأرق، وأبى أن يفارقه.
لم ينتهي الأرق، وظل لسنوات.
حتى نصائح الخبراء لم تنفع معي..
في 2020، وجدت كتابًا جديدًا بعنوان “لماذا ننام” لماثيو ووكر، ظننته سيساعدني، إلا أنه فعل العكس؛ لقد زاد من هلعي إزاء قلة النوم: إنه يخبرني أنني عرضة لكافة الأمراض الخطيرة إذا لم أحصل على قسطٍ كافٍ من النوم!

وأصعب ما في الأرق هو أنك كلما أدركت خطورته، ازداد أكثر فأكثر. أنت تنظر إلى الساعة وأنت في سريرك، فتجدها قاربت الخامسة صباحًا، فتغضب وتحاول النوم بالإجبار، إلا أنه يستحيل أن يأتي النوم هكذا. إن النوم هو الاسترخاء التام، أي أنه الطرف المعاكس تمامًا لشعور الغضب والانزعاج أو القلق.
وقد أعجبني كثيرًا تعريف beth Kendall البسيط للأرق:
الأرق هو الخوف من عدم النوم
وهذا بالضبط ما حدث. وهي تتحدث بالطبع عن الأرق الذي يدوم لفترة طويلة.
لم يساعدني كتاب لماذا ننام على النوم جيدًا.
كانت هناك إرشادات قصيرة في نهاية الكتاب للحصول على نومٍ جيد، شأنها كشأن أغلب المصادر الأخرى، نفس النصائح، وهي؟
أن تبتعد عن الكافيين قبل النوم بعدة ساعات، وأن تطفىء الشاشات قبل النوم بساعة على الأقل (أو تفعِّل وضع تصفية الضوء الأزرق)، وأن تضبط درجة حرارة غرفتك، وأن تمارس الرياضة أو تبذل مجهودًا بدنيًا على مدار اليوم (حسب كلامهم، لا تمارس الرياضة قبل النوم).
كل هذا رائع، ولكن هل أفادني؟ لم يكن بذلك التأثير الذي يمكن أن تتوقعه. لقد ظللت أعاني من الأرق.
ولم يكن مجرد إرهاق..
كل يوم لا أنام فيه، يزداد الضغط عليّ، ويزداد الأرق..
لدي الكثير من المهام، ولكن طاقتي بالكاد، والضغط عليّ يزداد.
هل لاحظت السجع؟ من فضلك، أبطىء الموسيقى في الفقرات القادمة، وأبطىء قراءتك.
حتى حين بدأت العمل واستلمت أول راتب لي، لم أفرح كأغلب الناس، بل حزنت أكثر؛ لأنني أعلم أنني لن استمتع بهذه الأموال.
حسنًا، ماذا ينفعني المال إذا لم أكن انا بحال جيد؟
لا طاقة لديّ للخروج أو التنزه أو الذهاب في رحلات..لا طاقة كافية للحركة والنشاط، وكنت أغيب كثيرًا عن المحاضرات الجامعية. حتى عضلات وجهي كانت تستصعب التحدث والإبتسامة أحيانًا من شدة الإرهاق.
أريد دائمًا النوم وقت الاستيقاظ، وحين أذهب للنوم، أجد نفسي مستيقظًا.
استيقظ وقت النوم، وأحاول النوم وقت الاستيقاظ.
يومي كله متمحور حول النوم الذي لا أجده.
صداع، ألم بالظهر والرقبة، إرهاق بالعينين، قولون عصبي مشتعل، إنفعال سريع، قلة تركيز وكثرة نسيان، شعور بالذنب لعدم استطاعتك فعل ما تريد…كل هذا والمزيد ستجده مع قلة النوم.
إن الأرق المزمن ببساطة هو أن تمتلك أعراض أغلب الأمراض رغم كونك سليمًا. أنت فقط بحاجة للنوم.

وتكون المشكلة، ويكون الندم أكبر حين يكون هذا الأرق الشديد في فترة مراهقتك وشبابك، وهي الفترة التي يكون لديك فيها وقتًا قد لا تجده مستقبلًا، والفترة التي يفترض فيها أن تكون مفعمًا بالطاقة، ولكن أين طاقتي؟! لم يفت الأوان بعد.
توقفتُ عن وضع “أهداف كبيرة” وتوقفت عن الأحلام؛ لأنني أعلم أنه لا طاقة لدي لتحقيقها، وأنها ستسبب لي الإحباط بدلًا من التحفيز.
كثيرًا ما كنت أظن أنني ضعيف الإرادة، إلا أنني كثيرًا ما أصطدم بمَن يشكو بأنه “لم ينم جيدًا اليوم” ويبقى غاضب ومُرهق.
“لم ينم ليومٍ واحد وغاضب، فماذا عنّي أنا الذي لا أنام أغلب أيام الأسبوع؟”..هكذا سألت نفسي.
ظللت أقرأ وأقرأ حول كيفية النوم، وجربت تقنيات للتنفس والتفكير لعلها تفيد، ثم شعرت بالإحباط: لمَ لا تنجح كل هذه الخطوات معي؟!
كلمة السر: الوعي الذاتي
أدركت أخيرًا منذ شهور مضت أن الوعي الذاتي أهم بمراحل من مجرد القراءة؛ أن أعرف ماذا يدور في عقلي وجسدي يمنعني من النوم.
وجدت أنني حين أذهب للنوم، إما أن أجد نفسي شعرتُ بالنشاط فجأة، أو أكون في حالة من الاثنتين: عقلي نشيط كثير التفكير بينما جسدي مُرهق، أو جسدي نشيط بينما عقلي مُنهك. وفي الحالتين النوم صعب. لا يتفق جسدي وعقلي كثيرًا في الهدوء أو النشاط، ولا أعلم إن كانت حالة تحدث مع آخرين.
وفي المرحلة التالية، كان ينبغي أن أعلم لمَ ينشط عقلي أو جسدي قبل النوم تحديدًا، أكثر من أي وقت آخر.
كي لا أطيل، هناك عادات جسدية وأخرى عقلية ساعدتني حقًا على النوم أفضل. وإن كانت قد ساعدت الأشخاص ذوي الأرق العنيف أمثالي، فهناك احتمالية كبيرة أن تفيدك أيضًا، هيا بنا.
العادات الجسدية لنوم أفضل
1. ابتعد عن الأكل 4 ساعات قبل النوم
البعض يقول ساعة أو ساعتين، ولكن بالنسبة لي فإن الأربع ساعات هي المدة الكافية حتى أتمكن من النوم.
بعض المصادر تنصح بالابتعاد عن الوجبات الدسمة فحسب، ولكن بالنسبة لي فالإبتعاد عن كافة الأطعمة هو ما نجح معي. عند السهر، غالبًا ما تميل اجسادنا لتناول السكريات أو أي طعام بداعي أننا نحتاج للأكل حقًا، ولكن هذا ما يسمى بالأكل العاطفي: نحن لا نكون بحاجة للطعام فعلًا.
لذا، قاوم أي رغبة في الأكل قبل النوم، وابعد أي أطعمة عن مستوى نظرك في ذلك الوقت.
عبر إحدى تطبيقات تتبع النوم، تتبع زوجين عادات ما قبل النوم لمدة سنتين كاملتين، وكانت النتائج كالتالي:

2. مارس الرياضة قبل النوم (إذا كنت بحاجة لذلك)
من الأفضل طبعًا بذل مجهودًا جسديًا طوال اليوم. ولكن بالنسبة لي، حتى لو فعلت ذلك، فإنه يأتي المساء قبل النوم وأجد نشاطي الجسدي قد ازداد. وقد قرأت كثيرًا مصادر علمية توصي بعدم ممارسة الرياضة قبل النوم بساعتين تقريبًا.
لذا كنت أسمع كلامهم، وحين يأتي وقت النوم، اذهب إلى السرير، حتى يأتي الصباح، وأجد نفسي لم أنم تقريبًا..!
ببساطة، كان يزداد النشاط لدي في ذلك الوقت، فينبغي علي إفراغه أولًا.
كلام الدراسات العلمية ليس مقدسًا، وتبقى هناك استثناءات.
الآن، أصبحت أمارس الرياضة خلال آخر ساعتين قبل النوم (نصف ساعة قبل النوم بحد أقصى) وهو ما ساعدني على النوم أعمق من ذي قبل.
لذا نصيحتي هنا مُركَّبة: لا تنم لمجرد أن وقت النوم قد أزف. إذا شعرت بوجود نشاط وأن جسدك لا يتوق للنوم ليلًا، مارس الرياضة حتى تتعب، ثم انتظر حتى 30 دقيقة واذهب للسرير.
العادات العقلية لنومٍ أفضل
3. ابتعد عن تغذية عقلك بالمعلومات..دعه يتنفس
أغلب المصادر العلمية تفترض أن المشكلة في استخدام الهواتف قبل النوم هو الضوء الأزرق، لذا فقد حاولت تشغيل وضع تصفية الضوء الأزرق قبل النوم (بل في الواقع، طوال اليوم)، ولم يُحدث ذلك فرقًا ملحوظًا.
ما المشكلة في استخدام الهاتف؟ أنه يمد عقلك بالمعلومات التي تظل تجري في عقلك حتى في الوقت الذي يفترض فيه أنك نائم.
لا مشكلة في قراءة كتاب، لأنه يتحدث عن موضوع واحد بشكل أكثر تفصيلًا. أما حين تتصفح الانترنت، وخاصةً وسائل التواصل، فإنك قد تقرأ عشرات الموضوعات المنفصلة في الساعة الواحدة؛ تمرر منشور وتفتح الآخر ثم تدخل فيديو ثم مقال ثم..
عدة أفكار يعالجها عقلك في الوقت الواحد. عند النوم، تتصارع تلك الأفكار ضد بعضها لتشغل الحيز الأكبر في عقلك. إن عقلك آنذاك يكون كحلبة المصارعة، ليس بين أشخاص، بل بين أفكار.
عقولنا معذورة إن أبقتنا مستيقظين؛ فهي لا تجد وقتًا لإخراج الأفكار بما يناسب حجم المدخلات، ولا تجد وقتًا لذلك سوى وقت النوم. كما أنها خُلقَت وهي بحاجة لتعبّر عن نفسها، وتحتاج لبعض الوقت حتى تُخرج أفكارًا أصيلة، لا أن تظل تستقبل وتستقبل بلا نهاية.
لذا، دع عقلك يرتاح. قد يفيد التأمل والتنفس العميق، ولكن الأهم أن تدع عقلك يرتاح من المعلومات التي يستقبلها، لساعتين على الأقل قبل النوم.
سيفيد بدلًا من ذلك التدوين، وإخراج أفكارك والتخطيط ليومك.
4. شغِّل الجانب الإبداعي من عقلك
هناك أمر بسيط لم أنتبه له من قبل، وهو أننا نميل للاسترخاء أو النوم حين نستقبل أو نُخرِج أفكارًا إبداعية.
مثلًا، ينام الأطفال -والكبار أحيانًا- عند سماع القصص، أو مشاهدة الأفلام. بينما يصعب النوم حين نُشغِل عقولنا بأمور تحليلية كحل المشكلات، خاصةً حين تكون مشكلاتنا نحن.
للتدريب على ذلك، يمكنك تخصيص وقت ما قبل النوم للأنشطة الإبداعية، كالرسم والكتابة (خاصةً كتابة القصص)، أو حتى ابتكار تعليقات ساخرة حين تسترجع أحداث يومك.
5. ضع حدودًا واضحة ليومك
أهدافنا لا تنتهي، وقد ننغمس فيها أكثر مما يجب.
ربما تصل لدرجة أن يكون أغلب تركيزك على مهامك القادمة: كيف سأنجزها؟ لمَ لا أفعلها الآن؟ هل سأستطيع إنهاؤها في الوقت المحدد؟
هذا السؤال الأخير سيرهقك حين تعاني من الأرق، لأنك تعلم أن طاقتك قليلة، لذا فهناك شك حول قدرتك على إنجاز المهمة قبل الموعد النهائي، وهو ما بدوره يؤرقك أكثر.
لذا، التخطيط يبقى مهمًا. ضع مهام محددة تود انهائها خلال اليوم، ولا تطمع! بمجرد أن تنهها، فأنت لست مطالب بما هو أكثر.
لأقولها صراحةً: حين تعاني من الأرق لعدة أيام متتالية، فإن طموحك يمكن أن يُرهقك ويصيبك بالاكتئاب والغضب وجلد الذات، وذلك لعدم قدرتك على التقدم بما يكفي تجاه هدفك.
وبوضوح أكبر: علينا أن نمتلك الجرأة للتحرر من أهدافنا الطَموحة لبعض الوقت.
لذا، حين تعاني من الأرق، أرفق بنفسك وهدئ السرعة. قلل مهامك للحد الأدني.
وحين تفعل ذلك، افعل كل شىء لإنهاء تلك المهام القليلة خلال اليوم. لا تؤجل أي شىء، حتى لا تلح المهمة غير المكتملة في عقلك وتمنعك من النوم (تأثير زيجارنيك).
6. حين تعاني الأرق، صُبّ اهتمامك للخارج
سيكون هناك شىء خطأ في أغلب أعضاء جسدك إذا عانيت الأرق، ولكن تركيزك عليها سيزيد الأمر سوءًا.
لذا، خلال يومك، وجه اهتمامك للخارج قدر الإمكان. وجهه لمساعدة الآخرين، أو الانغماس في فعل شىء ما، أو لموضوعات فلسفية عميقة أو موضوعات مملة كالفيزياء، لأي شىء بخلاف نفسك.
أيضًا في وقت النوم، لا تفكر فيما إذا كنت ستنام أم لا. إن كنت في فراشك وسألت نفسك “هل أنا نائم الآن؟” أو “لماذا لستُ نائم الآن؟” فالأغلب أنك لن تنم؛ فالنوم لا يأتي بالإجبار.
نقطة أخرى مهمة وهي أن لا تقرأ أي محتوى يتعلق بتطوير الذات أو تحسين الحياة قبل النوم، لأن ذلك سيجعل تفكيرك يتمحور حول نفسك، وإذا حدث ذلك، سيصبح النوم أصعب. كما انه أحيانًا يحفزنا ويعطينا إرادة وطاقة أكبر قبل النوم، وهو أمر غير مطلوب.
نقطة أخيرة، وهي أنك إذا كنت تود الإطلاع أو تعلم شىء جديد، فمن المهم أن تركز على شىء واحد بتركيز، بدلًا من التنقل عشوائيًا بين المحتوى، ويفضَّل أن يدفع عقلك لأقصى مداه، أي يكون معقدًا بما يكفي.
حين تعاني من الأرق، فإن عقلك سيسعى دائمًا لتتبع المحتوى الضحل، أو سيؤجل العمل الذهني الثقيل بداعي عدم امتلاكك الطاقة العقلية الكافية للاستيعاب. حتى إذا كان ذلك صحيحًا، فمن شأن التركيز على موضوع معقد أن يجعلك مرهقًا بما يكفي للنوم.
أخيرًا، قلة النوم يومًا أو اثنين ليست بمشكلة كبيرة. نعم ستؤثر، ولكن ليست لتلك الدرجة التي تتوقعها. ولكن أكثر من ذلك، لن يكون كسر هذه الدائرة أمرًا سهلًا.
لا تصبر أكثر من ثلاثة ايام من الأرق، لأن قلة النوم ستزيدك ضغطًا، وكثرة الضغط ستزيدك أرقًا، وتستمر الدائرة.
إن استطعت أخذ يومًا كاستراحة تامة، دون عمل أو دراسة ودون حتى فتح الهاتف، فسيساعد ذلك كثيرًا.
قد يفيدك طلب مساعدة طبية إذا طال الأرق. الأهم في كل ذلك ألا تحاول التكيُّف مع الأرق وعواقبه، لأن جسمك سيعتاد على انخفاض الطاقة، وتصبح الأفعال العادية بالنسبة لأي شخص، صعبة بالنسبة لك.
إذا تركت الأرق لأشهر أو سنوات كما فعلت أنا، فإن العودة كما كنت قبل الأرق يعد شيئًا صعبًا للغاية. حتى إذا نمت يومًا بعمق، فإن عقلك سيعتبر ذلك شيئًا غير مألوف، وكأنه تهديدًا خطيرًا، وسيحاول أن يجرَّك لوضعك الذي آلفته (الذي هو الأرق)، سواء من خلال إثارة عقلك عن طريق تصفح الهاتف، أو جعلك ترغب في أكل شيئًا كالسكريات بمجرد أن تشعر بالنعاس. كل هذا مررت وأمر به. نسبيًا، أصبحت أفضل في الشهور الثلاثة الأخيرة، وأتحسن بمرور الوقت.
إذا كنت تود قراءة المزيد عن هذا الأمر، قد يفيدك قراءة بضعة مقالات إضافية في موقع مؤسسة النوم، ومدونة beth kendall التي تركز بشكل كبير على الأسباب الذهنية والأفكار اللاواعية التي تسبب الأرق، وهو جانب مهم تهمله أغلب مقالات النوم والأرق.
تمنياتي لكم بنومٍ هااا..ااا🥱
نوم هانىء..هكذا كنت أقصد!
مينا يسأل: متى كانت آخر / أطول مرة أصابك فيها الأرق؟ وكيف تعاملت معه؟
عوداً حميداً للساحة يا مينا:) نوَّرت الحتة..
تجربة الأرق صعبة جداً، أنتَ مُكافح للأمانة.
لقد استفدت من تجربتك والنصائح التي أرفقتها.. معلومات قيمة وجديدة بالنسبة لي.
أطول فترة أرق مررتُ بها كانت قبل بضعة أعوام، عانيتُ منه لأسبوع، والسبب هو تقلبات النوم ما بعد رمضان وسرعان ما عُدت لسابق عهدي.
لي سؤالين، فضولي ينهشني:/
لمَ لم تأخذ الحبوب المنومة؟
أيضاً كم استمريت على حبوب beta blockers؟ وهل ظهرت عليك أي أعراض جانبية؟
أتمنى لك دوام الصحة والعافية، وأن يعود نظام نومك لسابق عهده بل أفضل🙏🏾🦋
إعجابLiked by 1 person
أهلًا ومرحبًا بكِ ريمة. للأمانة اشتقت لإشعارات ووردبريس طوال هذه الفترة:)
لماذا لم آخذ الحبوب المنومة؟ سأذكر هنا تواريخ حتى تتضح الأمور: حين أصابتني الوعكة الصحية يونيو 2019 ووصف لي الطبيب إحدى الأدوية المهدئة/المنومة، استمريت عليها اسبوعين على ما اتذكر حتى نهاية الامتحانات، ثم توقفت. إن أردتِ الإطلاع أكثر، فقد كانت مادتها الفعالة إسزوبيكلون وهي الأشهر في مصر، وتعد شعبية لكونها لا تحتاج لوصفة طبية.
بعد الأسبوعين، ومنذ يوليو 2019 حتى يوليو 2022 لم أتناول أي منها تقريبًا لأسباب كثيرة، منها أن فعاليتها تنخفض بمرور الوقت، بمعنى أنني كنت أتناول أقل تركيز وهو 1 مجم، إلا أنني لو ظللت أتناوله فسيعتاد عقلي عليها وأحتاج لتركيز أكبر وهو أمر لا أريد الوصول له. أيضًا لن أستطيع النوم طبيعيًا مرة اخرى إذا اعتمدت على تلك الحبوب لفترة طويلة.
والسبب الثاني هو أضراره الصحية على المدى الطويل.
والسبب الثالث هو أني كنت أريد النوم بطريقة طبيعية قدر الإمكان، خاصةً أن شعور النوم الطبيعي لا يُقارَن بنوم المهدئات. نوم المهدئات يشبه كأنكِ استخدمتِ وضع sleep أو hibernate في اللابتوب، بينما النوم الطبيعي كأنكِ ضغطتِ shut down (تشبيه بليغ😃!)
لذا فقد حاولت إتباع كافة النصائح التي أقراها في هذا الأمر وقرأت ثلاثة كتب بخصوص النوم، ولكن أيضًا لم تنفع معي.
لقد كنت أحاول فعل كل شىء للنوم بخلاف المهدئات، ولكن أعترف أنني كنت مخطئًا، ولو عاد بي الزمن سأتناول تلك المهدئات ولو بوتيرة قليلة، لأن أضرار الأرق أسوأ بكثير من أضرار المهدئات.
بشكل عام، وفي كل تلك الفترة دون المهدئات، كنت انام نوم كامل (8 ساعات تقريبًا) يوم واحد او اثنين في الأسبوع، وبقية الأيام كان يتراوح نومي بين 4 إلى 6 ساعات.
منذ يوليو 2022، بدأت بالعودة لها ولكن بطريقة أذكي قليلًا: كنت أتناولها فقط لكسر دائرة الضغط الناجم عن الأرق.
بمعنى، بعد أول يومين من الأرق، فإن الأرق إذا استمر فهو -غالبًا- يكون بسبب الرغبة الشديدة في النوم مع الخوف من عدم الحصول عليه، لذا يستمر الأرق.
لذا، ما أصبحت أفعله هو ان أتناول المهدىء مرة واحدة بعد ٣ إلى ٥ ايام من الأرق تقريبًا، وهو بدوره يكسر من تلك الدائرة، ما يجعلني أقل شعورًا بالضغط في الأيام اللاحقة، وبالتالي أنام بشكل طبيعي.
بمعنى أنني كنت اجعل تلك الحبوب وسيلة تجعلني أنام عدة أيام بعدها دون استخدامها، بدلًا من الاعتماد عليها.
الآن وصلت إلى 7 أيام من النوم الكامل الطبيعي دون تلك الحبوب، وتزداد تلك المدة بمرور الوقت باستخدام النصائح المذكورة في التدوينة.
ستكوني مكافِحة إن قرأتِ كل هذا😃 ولكن وددت ذكر تفاصيل لعلها تفيدك أو مستقبلًا أو اي من المارين هنا.
إعجابLiked by 2 people
ممتنة لك جداً جداً لإثرائي بكل هذه المعلومات، للأمانة كلها جديدة علي، وكذلك طريقة أخذك للأدوية ذكية جداً! أهنئك.
المنومات جيدة، ولكن الاعتياد عليها مُضر، والذي يحدث لجسدك عند أخذ المنوم الذي ذكرته هي حالة اسمها Tolerance؛ أنه عرض جانبي سيء ويعني اعتياد جسدك على الدواء فلا تؤثر بك الجرعة كما اعتادت في بداية أخذها؛ فيجب عليك زيادتها بمرور الزمن (اعتياد مستقبلات الخلايا على الجرعة فتنقص فاعلية الدواء).
وللعلم هو من الآثار الجانبية لمثبطات ومنشطات بيتا، لهذا سألتك.
بالإضافة إلى أني لم أتوقع تأثير المنومات خفيف إلى هذه الدرجة؛ بل اعتقدت لفترة طويلة أنها تُدخلك بسبات أصحاب الكهف:)
أُعيد وأُكرر، فكرة وطريقة أخذ المنومات التي اتبعتَها ذكية ومفيدة بالنظر إلى الهدف والنتيجة:- كسر دائرة الضغط حتى تنال قسطاً جيداً من النوم.
أحسنت يا مينا🌸.
أعتقد أنك تعلم تمام العلم أني أُحب التعليقات والنقاشات الطويلة لكونها مُثرية جداً لي، شكراً جزيلاً لك؛ لقد استفدتُ منك🦋
إعجابLiked by 1 person
أشكرك ريمة لتعليقك الثري، أحب أيضًا هذا النوع من التعليقات 🙂
جميل إشارتك إلى المصطلح tolerance، أثرتِ فضولي للبحث وفهمه أكثر💡
للدقة، المهدئات أو المنومات تختلف حسب نوعها وشدتها. النوع الذي أنا معتاد عليه يعد شعبي وبأقل تركيز، لهذا بالنسبة لي تأثيره أشبه بhibernate. ولكن في البدايات كنت أخذت من أحد أقاربي منوم قوي لا يُصرف إلا بروشتة طبية، وجعلني أنام 12 ساعة تقريبًا بعمق شديد، لم أشعر بشىء حولي.
لذا فالأنواع تختلف. ولكن كلاهما يشتركان في الخمول اليوم التالي، ويبقى أفضل من خمول قلة النوم.
شكرًا لتعليقك الثري مرة أخرى🌸
إعجابLiked by 1 person
الbeta blockers لم تكن بجرعة محددة، بل نصحني الطبيب بأخذها فقط عند اللزوم (ارتفاع النبض أكثر من 100 في وضع الراحة)، وكان هذا يحدث بعد الوعكة الأصلية كل عدة أيام، إلى أن انتهى الأمر.
كانت أقل تركيز أيضًا، وكانت فعّالة معي، لم أعاني أي أعراض جانبية.
الأعراض الجانبية فقط كانت مع المهدىء وهو الشعور بالخمول والرغبة في النوم طوال اليوم التالي، إلا أن هذا الخمول كان أفضل من خمول قلة النوم.
إعجابLiked by 1 person
تُعد مثبطات بيتا من الأدوية التي تُصرف بوصفة طبية وعندها جرعات معينة على حسب الحالة؛ أي هي ليست أدوية Over the counter (OTC).. لهذا قلقتُ عليك:)!
الحمدلله أنك لم تحتاج إلى أخذها.
كما أن المنومات هدفها اختراق حاجز الدم في الدماغ Blood-brain barrier؛ لهذا تُسبب النعاس، الدوخة والخمول.
أعلم أنك تعلم هذه المعلومات؛ فأنت قارئ مميز ومهتم بكل ما هو جديد خارج تخصصك الجامعي😃
في انتظار تدوينة تخبرنا بها أن خطتك نجحت 100% وأنك تغلبت على الأرق💪🏾.
إعجابLiked by 1 person
سأفتي هنا ويمكنكِ البحث أكثر: مثبطات بيتا تؤخذ بجرعات محددة في حال وجود مرض في القلب أو لمرضى الذبحات الصدرية لا قدر الله، وحينها، مثلًا حسب الدواء الذي أخذته (اندرال/ بروبرانولول) كان تُصرف للمرضى بجرعات 80 مجم أو أعلى حسب الحالة. بينما ما أخذته كان فقط 10 مجم وهو غالبًا للأمور الطارئة الأبسط كالقلق والتوتر.
لذا فحينها طلب منّي آشعة echo على القلب، ولم يكن هناك أي ما يستدعي جرعات. هو مجرد أمر طارىء.
المنومات..اخترقت دماغي؟ هذا يعني أن الطبيب هو الهاكر؟ لاااا..لقد كنت أثق به😂
بالعكس لم أكن مطّلع على تلك المعلومات بشكلٍ كافٍ، أشكركِ لذكرها.
وإن شاء الله سأذكر في تدوينة حين أتغلب على الأرق تمامًا.
إعجابLiked by 1 person
البروبرانولول من أفضل مثبطات بيتا، وأقله ضرر.. والجرعة تُعد جيدة، لقد تذكرتُ الآن صديقتي التي أخبرتني أنها تأخذها كدواء لتخفيف توتر الامتحانات تحت وصفة طبية.
كُن أنتَ الهاكر وأخبر أي أحد أخذ دواء وشعر بدوخة، نعاس، هلوسة أو حتى ثقل بالرأس، أن الدواء اخترق دماغك من خلال الـ Blood-brain barrier😂
ممتنة لك وللنقاش؛ لقد شعرتُ أنني أملك معلومات جيدة وأن وقتي بالدراسة لم يذهب سدى:)
دامت نقاشاتنا عامرة بالمتعة والاستفادة🌸
إعجابLiked by 1 person
الحمد لله أنك وجدت حلول، لكن لابد أن تخبرنا بعد فترة هل التزمت بهذه النصائح وتوقف اﻷرق أم أن الالتزام لا يستمر.
أنا عكسك تاماً، كنت كثير النوم، لكن تمر علي أيام يأتيني فيها أرق أن أصحو في منتصف الليل بسبب مشاكل في العمل، وحدث ذلك معي تقريباً هذا العام مرتين، أصحو بسبب اجتماع أو مشكلة حدثت وتذكرت تفاصيلها وأني لم أرد رد كافي.
اﻵن أصبح نومي منتظماً أنام بعد العشاء بساعة أي عند التاسعة حتى دعاء النوم نسيته من سرعة المسافة بين ما أستلقي في السرير وأنام، وأصحو قبل الفجر ولا أنام بعده، لكن أنام فترة القيلولة، قبل الظهر أو بعد الظهر لفترة بسيطة قد لا تتجاوز 20 دقيقة
عندما ضبط مواعيد نومي استطعت ضبط مواعيدي وعملي وكل التزاماتي وحتى هواياتي وصحتي، ما عدا الناحية الاجتماعية فأجد نفسي مقصراً لأني لا استطيع زيارة أحد أو استقباله بعد العشاء
إعجابLiked by 2 people
كنت معتادًا على النوم الكامل الطبيعي (7 إلى 8 ساعات) يوم واحد أو اثنين في الأسبوع في فترة أوج الأرق التي استمرت 3 سنوات تقريبًا، وبقية أيام الأسبوع نوم في حدود 4 إلى 6 ساعات (كنت أنام بدوام جزئي تقريبًا).
في الأشهر الثلاثة الأخيرة أصبحت أنام طبيعيًا لأيام أطول، وصلت إلى 7 أيام متتالية الآن، وهو تقدم كبير.
الأمر يشبه طفل صغير مازال يتعلم المشي.
الالتزام بالنسبة لي ليس سهلًا، وغالبًا أي انتكاسة تكون بسبب عدم التزامي بالنصائح المذكورة.
بما أنني اعتدت على النوم الضحل، فإنه يبقى هناك جزء لاواعي يفترض أن النوم -العميق خصوصًا- خطر، لأني لا أراه كثيرًا. في مرحلة متقدمة، وصلت إلى حالة تشبه الخوف من النوم، إذ كنت لا أتقبَّل أن أكون في حالة لاوعي لا أعرف فيها ما يدور حولي، ولا أتقبل أن أرى أشياء غير واقعية بينما أظنها حقيقة أثناء نومي (الأحلام). وهو ما يجعلني أحيانًا أحاول بلا وعي الهروب من النوم، حتى مع معرفتي الواعية بأهميته. الأمر فعلًا يصبح معقد جدًا بعد سنوات من الأرق، هو يشبه الحرب بين العقل المنطقي والعاطفي، أو الواعي واللاواعي. لهذا نصحت بعدم الصبر على الأرق، وألا يعتبر النشء أن قلة النوم تعد دليلًا على الإرادة والكفاح لتحقيق الأهداف و..!
عمومًا، بمرور الوقت أكتسب الخبرة، وأتحسَّن بشكل ملحوظ الفترة الأخيرة ولله الحمد، سأذكر إذا حققت تقدمًا أكثر في الفترة القادمة.
نمط نومك هو النمط الصحي الذي أسعى لإتباعه، أحييك عليه. النوم والاستيقاظ المبكر فعلًا له انتعاشة وشعور خاص.
إعجابLiked by 2 people
هذه المقالة ذكية حقًا؛ أعترف أني استمتعت بها، رغم أنه ليس فيها شيء ماتع، لكنها نافعة حقًا ويبدو أن التجربة تعطي صاحبها حكمة ومعرفة كما قال الأولون.👌🏻
لا أتذكر حقيقة متى أصبت بالأرق، مما جعلني أحمد الله من كل قلبي على نعمة النوم. وبعد كتاب “لماذا ننام؟” أصبحت واعية إلى ان العلاقة بالنوم لا يجب أن تكون حبًا صافيًا وأشواق لؤلؤية، بل علاقة اضطرارية وعلينا ألا نمزح مع النوم، فهو قادر _كما أسهبت_ على سلبنا طاقتنا واستمتاعنا بالحياة. أستطيع أن أقول الآن أنني لم أصب بالأرق لأكثر من بضعة أيام لا تتعدى الأسبوع، خلال حياتي كلها وأرجو ألا أتعرض له نهائيًا.
إعجابLiked by 2 people
أشكركِ أسماء على تعليقك الجميل🌸
النوم بالفعل هو نعمة كبيرة لا يدرك البعض قيمتها، ومن الجيد أنك لا تعانين الأرق مع فرط نشاط الغدة الدرقية لديكِ، الذي يعد الأرق أحد أعراضه.
بالمناسبة، أود أن أسألكِ عن فعالية علاج الغدة معكِ، هل قلل الأعراض عمومًا وضبط مستوياتها؟ لأني على مشارف فرط نشاطها بعد أن أجريت تحليلًا منذ أشهر، ولكن لم تصل لديّ للمرحلة المَرضية. حد علمي، يكون علاج نشاطها أصعب بعض الشىء من علاج خمولها.
رغم أن كتاب لماذا ننام لم يساعدني، ولكنه ساعدني على إدراك أهمية النوم. سعيد بانتشار هذا النوع من الكتب، لأني أجد كثيرًا أشخاص يحاولون تقليل وقت نومهم افتراضًا منهم أنه مضيعة للوقت، وأن من شان تقليله أن يزيد ساعات إضافية لليوم. هو بالفعل سيضيف وقتًا، ولكن سيُسلب صحة وطاقة.
أرجو لكِ حياة خالية من الأرق:)
إعجابLiked by 2 people
في الواقع لم أستمر على العلاج أكثر من شهرين، صحيح أنه نحّى الأعراض نسبيًا لكن النسبة في الفحص الشهري ظلّت كما هي إلا من تغيير بسيط في الرقم وراء الفاصلة، وهذا محبط قليلًا.. هناك عدة أسباب لتوقفي عن أخذ العلاج وأوّلها أن تأخري في المراجعة وعدم الانتظام في أخذ الدواء أخافني قليلًا، خصوصًا وأن الدواء قوي، رغم ان تحاليلي ليست مقلقة جدًا، ولكن الأعراض التي ظهرت علي جليّة جعلت الدكتورة ترفع من الأقراص الموصوفة بعد الشهر الأول. لكن بصراحة، ورغم استيائي بالبداية من استسلامي وترك الرحلة العلاجية مع الدكتورة إلا أنني أعترف بأن استئنافها بالحمية الصحية كان أفضل من نواحي كثيرة أهمها وعيي الذاتي بحاجات جسدي وأعصابي من جراء هذا الاضطراب. بالإضافة الى أني ميّالة للإعتقاد بأن فرط نشاط الغدة عندي وراثي، لظهوره في عدة أشخاص من العائلة بعدي مباشرة، بالتالي فكرت بأن التعايش معه أفضل بدلًا من العيش على الدواء والمهدئات الموصوفة.
لو سألتني هل تباشر العلاج سأقول لك لا، ما دام الأمر لم يتطور إلى مرحلة المرض، جرب الإلتزام بعادات مناسبة وستجد نفسك هادئًا وستنسحب الأعراض خصوصًا لو أنها مفاجئة بالنسبة لك ولم ترافقك ولو على مستويات أقل في الماضي. تناول السمك بانتباه ولا تفرط، تحاشى الأطعمة التي لا تناسب حالتنا مثل انواع الخبز وبعض الخضروات وبعض الأعشاب التي ترفع المناعة مثل القسط البحري الذي كنت أعتمده ويزيد من أعراضي دون أن أعرف، حاول اعتماد المشي في يومك، ابتعد عن القهوة والشاي وإن لم تتستطع فجرّب تناولهما بطريقة التخمير وليس بالغلي، وقلّل من السكريات أيضًا فهي تزيد من (اللخبطة) والفوضى. ستجد كمًا هائلًا من المعلومات في الشبكة حول هذه النقطة ولا أشك أنك قد وصلت إليها بالفعل.
بالنسبة لعرض الأرق فالحمد لله لم يظهر علي، كنت أنام فترات قليلة صح، وقد انتبهت إلى حقيقة أنه أصبح خفيفًا وقد كنت أنام نوم الدببة من قبل، لكن ومن فوائد ضيقي من الأعراض وخوفي من تفاقمها أصبحت أشد حرصًا وقنّنت من تناولي للكافيين وحصرته بطريقة تدريجية رغم أن الأمر كان قاسيًا علي قليلًا كوني كنت شخصًا يتناول القهوة مثل الماء، والحق أن لكتاب (لماذا ننام؟) أثر قوي علي بخلافك. بالمقابل؛ كان العرض المهيمن علي هو آلام المفاصل حتى شككت في بادئ الأمر أنها روماتيزم، وقد وصف لي مهدّئ لها تناولت شريط منه بسرعة أخافتني فيما بعد حين أدركت ذلك وكانت أحد أسبابي في اعتماد الحمية بدلًا من الاعتماد عليه.. كان هناك فرط الشهية مع فرق انخفاض الوزن بطريقة مريبة، وأيضًا العصبية والتوتر، في الحقيقة؛ هذا الأخير كان أصعب الأعراض التي ترافقني، والحمية على قدر ما راجعته إلا أنها لم توقفه، لو كان جسمك يعمل على الوضعية المعروفة (قاتل أو اهرب) الوضعية المتحفزة، فاعتقد أنك ستأخذ العلاج بدون كثير تردد لأن لهذا اعراض جانبية كانت الأشد: قولون متشنج، هضم مرتبك، ضجيج في الرأس، رعشة، عصبية، ضغط دم عال، وأحيانًا حتى ذهان… على أية حال؛ لا زلت في خضم المعركة مع كل هذا وأظننا نصل إلى طريقة لكنها تفشل أحيانًا، إنها نفسية أكثر ما هي علاجية، مزيج بين الهرب من المواقف العصيبة وبين الكثير من التأكيدات المعنوية وادخار مساحة راحة للضرورة.. أكره ركوني هذا ولكنه أفضل من دخول أماكن مظلمة عبر هذا القلق.
ربما يكون علاج نشاطها أصعب لكني أعرف أشخاصًا يعانون كثيرًا في رحلة علاج خمولها لأنها قد تنشط كثيرًا بالعلاج ويبدؤون شوطًا جديدًا في علاج نشاطها! المشكلة في جرعة الدواء أحيانًا.. وأعتقد أن الأمر كله يعتمد على مصدر المشكلة إن كان من الغدة الدرقية أو من الغدة الأعلى الغدة النخامية، انظر في نتيجة ths واستشر طبيبًا فإن كان طبيعي بخلاف t3 وt4 فستكون المشكلة فقط من الغدة الدرقية كما أظن..
ألبسنا الله الصحة والعافية ولا أذاقنا سقمًا ولا تعبًا. لا بأس عليك، أتمنى حقًا أن تفيدك تجربتي معه ولا تتعجل، خذ وقتك وراقب نفسك قبل اخذ أي استشارة🌹
إعجابLiked by 1 person
شكرًا أسماء على ذكر تجربتك وتعليقك المفصَّل، استفدت كثيرًا، وكما ذكرتِ في تعليقكِ الأول، فإن “التجربة تعطي صاحبها حكمة ومعرفة” فعلًا.
تعليقك ذكرني بكتاب قرأته منذ أشهر بعنوان “علاج امراض المناعة الذاتية” الصادر من مكتبة جرير. تجادل فيه الطبيبة ايمي مايرز بأن الأدوية في أغلب حالات المناعة الذاتية -بما فيها الغدة الدرقية- ضررها أكبر من نفعها، وأن الغذاء هو العامل الأساسي لتقليل الأعراض. لها ما يشتهر بإسم “طريقة مايرز” توضح فيها الأطعمة المسموحة والممنوعة، وهي تشبه كثيرًا ما ذكرتِه في تعليقكِ.
بالنسبة لي، حين رأى الطبيب أن الغدة مائلة للنشاط وعرف أنني لا أتناول أدوية، فإنه فضَّل عدم المجازفة بأي أدوية، خاصةً أنها لم تصل للوضع الذي يستحق العلاج. لذا سأحاول الالتزام بالمشي والتغذية حتى لا تصل لمستوى آخر.
ألبسنا الله جميعًا ثوب الصحة والعافية.
إعجابLiked by 1 person