متى نتخلص من عقدة “لا تعطني نصيحة مادُمت لا تطبقها”؟

أنت شخص لطيف ومتعاون. حين يحتاج أحد مساعدتك أو حل مشكلة له، قد تقتطع جزءً من وقتك الثمين لتساعده في حلها. لست أنت وحدك، أغلب الناس يحبون الاستماع لأي قضية بين شخصين ويحاولون حلها.

إن كنت في شك من ذلك، انشر على أي شبكة اجتماعية مشكلة تعاني منها، كأن تكون شخص مسوّف ولا تعرف كيف تعود للإنجاز، أو شخص في مزاج سئ وترغب في تحسينه، أو ربما واجهت مشكلة مع أسرتك في الغذاء لأنهم يطبخون البازلاء وأنت لا تحبه. أنشر أي مشكلة، وستجد أغلب الناس لديهم حلول.

ستعتقد حينها أن هؤلاء الناس لا يعانون من مشاكل إذًا؛ فلديهم حلولًا لجميعها تقريبًا! وتنظر كم أن حياتك قاسية وكم أنت أقل شأنا من هؤلاء”الحكماء”. ولكنك تقترب منهم أكثر، فتجدهم أشخاص عاديون، يعانون من مشاكل مثلك بالضبط، وربما أصعب.

ستشعر حينها بوجود خلل تقني في عقلك من نوع EROR 404!

ستنزعج أحيانًا من هذا التنظير قائلًا له: أنظر لنفسك! تحل مشكلاتي وتنصحني وأنتَ بنفسك تعاني منها؟ يا لكَ من متناقض.

قد تبرر: الشخص الذي يقول نصائح ولا يطبقها هو شخصٍ لا يستحق الأخذ بنصيحته، ولو كان بتلك الحكمة لكان نَفِع نفسه.

لنأخذها من ناحيتك أنت، أنت شخص لا تحب هذا الجو من حل المشكلات وإسداء النصائح؛ فلديك مبدأ واضح: عليّ أن أُطبِّق نصيحتي أولًا قبل أنت أتفوه بها. وإن طلب مني شخص حلًا لمشكلة أو تحدٍ لم أمر به من قبل أو لم أتخطاه بعد، سأقول: لن أستطيع مساعدتك، فأنا أعاني من نفس المشكلة.

بل وإن سبق لكَ وتفوهت بنصيحة لا تطبقها شخصيًا ستشعر بالذنب لأنك أعطيت نفسك أكبر من حجمها..لعبت دور الحكيم في حل مشكلات الآخرين، في حين خزانتك مليئة بالمشاكل.

هل أنت محق في ذلك؟

الكل حكيم ما دامت القصة ليست قصته (مفارقة سليمان)

في 2014، جاء عالم النفس ايغور جروسمان وأجرى دراسة حول هذا الشأن: هل يكون الانسان أكثر حكمة حقًا حين يكون خارج المشكلة؟

لتحديد ذلك، قام بجلب عينة تبلغ عددها 1000 شخص من الذين دخلوا علاقات رومانسية طويلة الأمد، وقسّمهم إلى مجموعتين. طلب من المجموعة الأولى أن تتخيل أو تفترض أن شريك حياتها قد خانها، وطلب من المجموعة الثانية أن تتخيل أن شريك صديقتها قد خان صديقتها (أي أنها خارج المشكلة).

ملحوظة بسيطة: العينة كانت رجالًا ونساء، ولكنّي تحدثت بصيغة المؤنث.

بعد ذلك، أراد اختبار نسبة التفكير الحكيم في كلا المجموعتين، والتفكير الحكيم بالنسبة له يعني القدرة على تخطى تحديات الحياة والتغلب عليها. اختبر ذلك من خلال عدة أسئلة ومنها: هل تحتاج لمعلومات اضافية حتى تتخذ القرار الأمثل؟ هل تحتاج للنظر للسياق أولًا؟ هل تحتاج لأخذ رأي الآخرين لاتخاذ القرار الأصح؟ وهكذا.

ماذا وجد؟ وجد أن المجموعة الثانية (التي كانت خارج المشكلة) كان تفكيرها أكثر حكمة من المجموعة الأولى.

بالطبع، وكعادة الأبحاث العلمية وتحديدًا النفسية، لم تسلم من الانتقادات. ولكن بالنسبة لي، أرى النتيجة منطقية.

حين نكون داخل المشكلة، وخاصةً حين تكون المشكلة ضد شخص آخر، فإننا ننحاز لأنفسنا تلقائيًا، نحن دائمًا على صواب. أما حين ينظر شخص آخر للمشكلة، فإنه يكون أكثر قدرة على الاستماع للطرفين وفهم موقف بحيادية، وبالتالي الوصول لحلٍ أكثر حكمة.

الأمر نفسه في التحديات الحياتية، كالتسويف والكسل وسوء المزاج..إلخ. فبإعتبار أن المشاعر ستكون مسيطرة عليك حينها، فإنه من الصعب اتخاذ قرارًا واقعيًا.

عمومًا، هذا ما أسماه الباحث بمفارقة سليمان Solomon paradox، وهو الميل للتفكير في مشاكل الآخرين بحكمة أكثر من مشاكلنا.

مانح النصيحة يستفيد أكثر

قرأت ذات مرة للدالاي لاما يقول: إن العطاء هو قمة الأنانية، لأن المُعطي هو المستفيد الأكبر من عطائه.

فكر في الأمر، حتى حين تفكر في آداء عملٍ تطوعي، فإن أول ما يسأله الجميع هو: ماذا سأستفيد من العمل التطوعي؟

وبشكل عام، أي شئ خيّر يفعله الإنسان، فهو يفعله لأنه يصدّق أنه سيستقبل مقابل أفضل منه، سواء كان ذلك في الدنيا أو الآخرة.

وهذا لا يعني بالضرورة أن الإنسان أناني وشرير، فلا يصبح الشخص أنانيًا إلا إذا كان يفكر في مصلحته فقط حتى لو أدى ذلك لضرر الآخرين. أما لو ستعطي وتفيد الآخر وتستفيد أنت أيضًا، فهي علاقة رابح-رابح (win-win situation)، ما أفضل أن يستفيد الجميع دون إلحاق ضرر بأحد؟

ولكن ماذا عن النصيحة، هل لو أعطيتها لشخصٍ آخر سأستفيد أنا؟

دراسة أُجريت في عام 2016 وجدت أن تقديم الدعم للآخرين (والذي يشمل تقديم النصيحة) قد قلل من الشعور بالتوتر لدى مانحوا الدعم، كما وجدوا أن تقديم الدعم يرتبط بمناطق المكافأة في المخ (تم قياس ذلك باستخدام التصوير بالرنين المغناطيسي الوظيفي FMRI).

دراسة أخرى أُجريت في جامعة كاليفورنيا نُشرت في عام 2019 توضح تأثير تقديم النصيحة على التحصيل الدراسي.

طلب الباحثون من مجموعة من الطلاب الجلوس مع طلاب آخرين أصغر سنًا واعطائهم نصائح للمذاكرة والتفوق الدراسي (حتى لو لم يكونوا هم أنفسهم متفوقين بالفعل) وذلك في جلسة مدتها 8 دقائق، ماذا وجدوا؟ ارتفعت المعدلات الدراسية للطلاب الذين أعطوا النصائح مقارنةً بباقي الطلاب.

يقترح الباحثون أن ذلك يرجع إلى أن الفرد حين يعطي نصائح فإن هذا يزيد من ثقته، ويذكرّه بأنه لديه المعرفة المطلوبة بالفعل لتحقيق التقدم في حياته. أيضًا حين يعطي الشخص نصيحة لشخص آخر، فهذا يجعله شبه مضطرًا لتنفيذ النصيحة حتى لا يقول الآخرون أن هذا الشخص مجرد كلام لا أفعال.

السبب الثالث هو التقليل من التنافر المعرفي. والتنافر المعرفي هو الشعور بالذنب أو عدم الراحة نتيجة عدم التوافق بين أقوال الفرد ومعتقداته من ناحية، وأفعاله من ناحية أخرى. لذا فإن تنفيذ النصيحة التي قدمها نفس الشخص تساعده في الابتعاد عن وضع عدم الراحة، كما تزيد ثقته.


أسلوب إعطاء النصيحة أهم من النصيحة نفسها

بعض النصائح تجلب النفور اللاإرادي. ليس بسبب النصائح نفسها، بل أسلوب الناصح.

قد تكون نصيحة رائعة، ولا تقتنع بها. وأخرى تقليدية ولكنها أحدثت أثرًا في نفسك.

بناءً على ملاحظاتي، هناك 3 طرق لجعل النصيحة أكثر قبولًا (كما تجعل قائلها أقل شعورًا بالذنب):

أولًا: ذِكر السبب

بعض النصائح، وتحديدًا في الشبكات الاجتماعية، تكون بصيغة الأمر وليس النصيحة، مثل:

1_ افعل كذا

2_ لا تفعل كذا

3_ إياك أن تفعل كذا.

هذا أكثر نوع يصيبني بالنفور؛ فهو يذكر النصيحة ولكن لا يذكر سبب النصيحة: لماذا يجب أن أفعل كذا ولا أفعل كذا؟

هذا النوع من النصائح يجعل المستمع/ القارئ يشعر أنك وضعت نفسك في مرتبة أعلى منه دون أن يفهم لماذا وضعت نفسك في تلك المرتبة العليا. يقول في ذهنه كما قال القذافي: من أنتم؟! ذِكر السبب قد يكون عن طريق إما سبب منطقي أو دراسة علمية قرأتها مثلًا.

وهنا أود استغلال تلك النقطة مخاطبًا الآباء والأمهات والمدراء: لا تُصدر فعل أمر دون أن تذكر سببه ثم تنتظر من أبناءك/ موظفيك أن يطيعونك! مثلًا، حين تقول: “افعل كذا يا فلان” لا تنتظر أن يقول لك أمرك يا سيدي، خاصةً إن كان أمر غير مألوف أو غير روتيني. أن يفهم الابن أو الموظف سبب وأهمية فعله لذلك الشئ سيجعله يعمل بضمير واجتهاد أكثر. منذ صغري وأنا لا أحب إطاعة أي شخص إلا حين أفهم السبب الذي جعله يطلب مني ذلك، ولا أرى في ذلك عيبًا، كما لا أرضى لنفسي أن أأمر شخصًا ويطيعني طاعة عمياء، حتى لو كنت في أعلى مكانة. وجودي في مكانة عُليا لا يحوّلني إلى إله..أأمر فأُطاع فورًا دون إبداء أسباب!

ثانيًا: أذكر قصتك التي علّمتك هذا الدرس

الدروس النابعة من خبرات وتجارب حياتية هي الأكثر موثوقية لدى الناس. حين يفهم الناس قصتك ويعيشون بداخلها ثم يتعلمون درسًا حياتيًا منه، ذلك الدرس يلتصق بذهنهم أكثر بكثير من النصيحة المباشرة، كما يجعلك تتخلص من الاعتراض الداخلي القائل: مَن أنا لأنصح؟ هنا تكون نصيحتك بصيغة: أنا أتمنى لك الخير. لقد أخطأت هذا الخطأ حين كنت في مكانك، ولا أتمنى أن تقع في نفس الخطأ حتى تكون حياتك أفضل.

حيلة إضافية: إن أردت أن تبحث عن نصائح ذهبية بشأن أي مرحلة عمرية، لا تبحث في جوجل بصيغة مباشرة، بل بصيغة: “أشياء كنت أتمنى لو عرفتها حين كنت في..” سيكون هذا النوع متوفرًا أكثر في المحتوى الأجنبي، مثلًا: things I wish I knew when I was college student

Things I wish I knew when I was 20

وهكذا.

هذا النوع من النصائح يكون أكثر صدقًا من النصائح المباشرة، لأن كاتبها لا ينصحك أنت، بل ينصح نفسه في الماضي.

ثالثًا: استعن بكلام الخبراء

هنا لن تكون بصيغة “أنا أنصحك” بل بصيغة “الأشخاص الأكثر خبرة في هذا المجال ينصحونك/ ينصحوننا ب..”

كما أوضحنا في النقطة الأولى، إن كنت أنت الخبير في مجالك فمن الأفضل أن توضح خبرتك في بادئ الأمر.

نقطتين إضافيتين أستخدمهما دائمًا:

1. بدلًا من قول “أنصحك لفعل كذا” أقول “أدعوك لفعل كذا”. كلمة أنصحك، في رأيي، لا يجب أن تُقال إلا حين يسألك أحد “بمَ تنصحني؟”، بخلاف ذلك قد توّلد كلمة “أنصحك” رفضًا تلقائيًا للنصيحة بداخل البعض، خاصةً حين لا تكون خبيرًا.

2. بدلًا من قول “افعل كذا بدلًا من كذا” أقول “سيكون من الأفضل أن تفعل كذا، لأن…”

محصلة

يبدو أن المقالة قد طالت كالعادة. كلما أفكر في كتابة تدوينة قصيرة لا تتجاوز 250 كلمة..أجدها تجاوزت الألف! مازلت لا أمتلك الشجاعة لنشر تدوينة قصيرة. لا بأس.

أختصر التدوينة في 3 نقاط:

1. الأشخاص خارج المشكلة يكونوا أكثر حكمة منك حين تكون أنت في المشكلة (والعكس بالعكس)، لذا لا تتردد في طلب نصيحة مِن أشخاص تثق بهم حتى لو لم يكونوا قد مرّوا بنفس المشكلة. كما لا تمنع نفسك من مساعدة شخص أو اقتراح حلولًا لمشكلته بحجة أنك لم تمر بنفس المشكلة. في أغلب الأحوال، ستساعده على تفتيح ذهنه لحلول جديدة قد لا تكون قد خطرت في ذهنه مِن قبل.


2. حين تسدي نصيحة، فهي لن تفيد الآخرين فحسب، بل ستفيدك أنت أيضًا (خاصةً حين تكون أسديتَ النصيحة لشخص تعرفه واقعيًا)


3. سواء أسدينا أو تلقينا نصيحة، من المهم أن نعرف أن النصائح -أي نصائح- لا يجب أن تُطبق بحذافيرها. الشخص الذي أعطاك النصيحة لا يعرف كافة ظروفك، وإنما يفترض أن نصيحته ستساعدك في استخلاص ما يفيدك من نصيحته وما يوافق ظروفك. قد تكون تلك النصيحة هي مجرد “بذرة” تساعد في فتح عقلك لأفكار جديدة وليس أكثر.


هكذا قد انتهت المقالة (مازلت لا أعرف أُسميها مقالة أم تدوينة، فهي منشورة في مدونة شخصية، إذن فهي تدوينة. إلا أنني لا أدون فيها ما يدور في يومي، فهي ليست تدوينة. قد تكون مقالة، إلا أنها لا ترقى لذلك أعتقد، إذن فهي تدوينة، ولكني لم أكتب ما يدور في يومي، فهي ليست تدوينة!)

أخيرًا، نستنتج مما سبق أن إسداء النصيحة غالبًا ما يكون أفيد من تلقيها، وهذا الغرض من مدونتي. أي نصيحة أسديها هنا يكون غرضها أن استفيد منها (فأنا أوجهها لنفسي أولًا) وفي الوقت ذاته أأمل أن تفيدكم أيضًا. لهذا السبب أدوِّن. ومستمر في ذلك حتى لو طالت الفترة الزمنية بين كل تدوينة وأخرى.

أراكم في تدوينة (مقالة؟) قادمة. دمتم بخير.

مينا يسأل: هل تقبل أن تتلقى نصيحة من شخص يصغرك سنًا وخبرة؟

سؤال2: هل تقبل من شخص فاشل أن ينصحك كيف تنجح، أو شخص سمين يُعلّمك خطوات فقدان الوزن؟

4 أفكار على ”متى نتخلص من عقدة “لا تعطني نصيحة مادُمت لا تطبقها”؟

  1. جمي جدا، أحييك على هذا المقال مينا
    بالنسبة للسؤال الاول لم أجرب ذلك ولا أعلم ردة فعلي صراحة لذلك لا أضمن لك أني أتقبلها أو لا
    بالنسبة للسؤال الثاني شخصيا أتقبل النصح من شخص فاشل أكثر مما أتقبله من شخص ناجح، لأن الفاشل بما أنه يسدي نصيحة فهذا دليل على تجربة مر بها ويريد أن ينبه من حوله على تجنب ما جعله يفشل، وهذا دليل على انه استفاد حقا من تجربته وأخذ درسا، أما الناجح فممكن أنه طبق خطوات مضبوطة نجحت معه فنصح بها ولربما لن تنجح مع غيره، لذلك فهو لا يعطينا تجربة شخصية وانما خطوات اتبعها ونجحت معه، هذا بالنسبة للناجح الذي لم يعترضه الفشل طبعا، أما الذي فشل سابقا وحقق نجاحا بعدها فأكيد ستكون نصيحته مسموعة.

    Liked by 1 person

  2. مقالة رزينة وشاملة للموضوع الجميل، شكرًا لك حقًا🌸
    وردًا على أسئلتك أقول أني صديقة النصائح بشكل عام، لكن أكثر نصيحة مزعجة لي هي تلك النصيحة التي تأتي على هيئة “أنظر إلى ثراء خبرتي” ويحاول صاحبها أن يجعلها جلسة رسمية والمكرفون بيده وما علي إلا أن أستمع مثل طفل. برأيي أن أسوأ شيء في بعض النصائح هو طولها، تحولها إلى محاضرة من ساعات ولربما أيام وممكن سنين ومنين! يعني كل مرة يسأل: “ها كيف؟ مشى الحال؟ اش صار على الموضوع؟!” أسلوب يجعلك تندم على طلب النصيحة أو حتى الانتظار في أول جلسة تعذيبية من هذا الطراز.

    لا أدري لم أجد في بصمة المدون أكثر ثراء ووفرة، كما لو أن المدون يحكي لنا تجربة له أكثر عمقًا من كاب مقال جاف على صفحة باردة من شخصية؛ بالتوفيق لك👍

    Liked by 1 person

    1. أهلًا أسماء وأهلًا بتعليقاتك الجميلة.

      أتفق. أكثر تلك النوعية من النصائح ألاحظها مع المعلمين ودكاترة الجامعات (حين لا يجدون شيئًا ليقولوه ويحاولون ملء المحاضرة بأي كلام😀). يبدأ المعلم منهم بقصة طويلة تبدأ بعبارة: “حين كنت في عمركم، كنت….” ثم يكمل بسرد بطولاته الشخصية، وكل ما يريد قوله في النهاية هو:”كونوا مثلي، لقد كنت رائعًا!”

      تلك القصص والنصائح عادةً ما تكون مُنفرة (إلا إن كنّا نعتبره قدوة حقًا)، وأغلبها لا تكون عملية أو ذات فائدة.

      شكرًا على تعليقك أسماء🌸

      Liked by 1 person

أضف تعليق