لماذا لا يجب أن تفكر مطلقًا في ترك الجامعة (حتى مع علمك بقلة فائدتها)؟

اترك الجامعة فأنت لا تتعلم فيها شئ عملي…اترك التعليم الجامعي فقد أصبحت الشهادة بلا فائدة…لا تكمل الجامعة فالعمل الحر أفضل..لا تدخل الجامعة فالشركات الكبرى لم تعد تضع الشهادة في الاعتبار…اترك الجامعة فالشهادة الثانوية حتمًا أفضل.

باستثناء العبارة الأخيرة، لا يمر أسبوع كامل دون أن أسمع إحدى تلك العبارات؛ فقد وجدتها بكثرة في يوتيوب ومن أشخاص مؤثرين (وقد تأثرت بهم في فترة سابقة)..ثم أجد في تويتر من يقول أن قرار ترك الجامعة من أفضل القرارات التي اتخذها في حياته..ثم أفتح الأيميل على إحدى النشرات الثرية فتلتقط عيناي عبارة “أن الجامعة في 99 بالمئة من الحالات مضيعة للوقت لا سيما لمن ذاق محاسن العمل الحرّ والعمل عبر الإنترنت” وهكذا كل منصة أدخلها أجد تحريضًا لترك الجامعة.

بالطبع، لهم أسبابهم المنطقية، ولهم ظروفهم الخاصة التي تجعل كلامهم صحيح بالنسبة لهم، ولكن هل يمكن تعميم ذلك على الجميع (أو حتى 25% فقط من الناس)؟ أقول لا، وأقول أن نشر تلك العبارات تضلل الكثيرين، وقد يكون ضررها أكبر من نفعها.

دعونا نلقي نظرة على كل إدعاء يؤيد ترك الجامعة:

الإدعاء الأول: أنت لا تتعلم شيئًا في الجامعة يفيدك عمليًا

لنأخذها من عدة اتجاهات:

المهني

أجل، لا تعلمك مهام المهنة بالضبط، ولكنها تعلمّك الأساسيات وهي الأهم، إذ يمكنك التطور أسرع في مجالك فيما بعد (في حال قررت العمل بشهادتك). وقد لا أبالغ إن قلت أن الأربع سنوات الأولى في الجامعة لا تدرس فيها سوى الأساسيات. قد ترى هذا عيب، ولكنّي أراها ميزة. أن تتجذر الأساسيات في عقلك سيجعل الإنطلاقة أسهل ومبنية على أساس صحيح. فمثلًا، البرمجة واحدة من ضمن المجالات التي لا تحتاج لشهادة جامعية حتى تعمل بها، إلا أنني وجدت الكثير من المختصين ينصحون بدراستها أكاديميًا حتى تعلم كيف يعمل الحاسوب أو السيرفر أصلًا وكيف يقرأ الأكواد (تتوفر دورة cs50 لهذا الشأن من جامعة هارفارد)، أشياء كهذه لا يتعلمها من يتعلمون ذاتيًا لاعتقادتهم بعدم فائدتها، إلا أن هذا الأساس يساعدهم على الارتقاء أكثر من غيرهم. والأمر نفسه بالنسبة للتصميم؛ فمَن يتعلم قواعدها أكاديميًا أفضل ممن يعتمد على ذوقه الخاص. والأمر نفسه حتى في الكتابة، ألاحظ أن خريجي قسم اللغة العربية تكون كتابتهم أكثر رصانة كما أن لديهم جزالة في الألفاظ، عادةً ما يكون مستوى كتابتهم أفضل من الهواة أمثالي أو حتى مَن كتبوا عدة مقالات على الانترنت ويسمون أنفسهم كُتّاب محترفين.

يمكن أن تقول: إذن لمَ لا أتعلم تلك الأساسيات ذاتيًا؟ فكرة جيدة، ولكن أمامك خيارين: أن تتعلمها وتحصل على شهادة معتمدة، أو أن تتعلمها ولا تحصل عليها، أيهما تختار؟

ملحوظة: إن كنت ترغب في العمل كطبيب أو مهندس أو محامي، فأنت حتمًا تحتاج شهادة جامعية وهو أمر لا نقاش فيه، إلا أنني أتحدث عن مختلف التخصصات.

الإجتماعي

1. الأسرة: قد تتوتر علاقتك معهم إن تركت الجامعة، والأمر في رأيي لا يستحق. بالنسبة للأم تحديدًا، فإن توتر علاقتها مع أبنائها لهذا السبب هو أمر مبرر؛ لأن الجميع حولها يحددون نجاحها حسب مدى نجاح أبناءها، فإن كان أبناءها فاشلين دراسيًا فهي أُم فاشلة. ولا أحد يحب أن يضع نفسه تحت هذا الضغط. نعم، أسمعك تقول أن المجتمع أفكاره متخلفة حتى يقيّمون الناس (الأمهات) بناءً على هذا الأمر. حسنًا، ولكن هذا هو الواقع ولا يمكننا تغييره في سنوات قليلة.

2. المجتمع: حين تقدّم نفسك في أي مناسبة اجتماعية (عرض تقديمي، وظيفة، زواج) فإن أول ما يُنظر له بعد أسمك هو شهادتك. حين يقول أحد “أنا خريج ثانوية عامة” ويقول آخر “أنا خريج هندسة” فإن الجميع تلقائيًا سينظر لخريج الهندسة على أنه أعلى شأنًا. مرة أخرى، لا يهمني حاليًا إن كانت أفكار ذلك المجتمع صحيحة أم لا، ما يهمني هو الواقع، وبما أنك جزء من المجتمع، فإن عدم توافقك معه -ولو ظاهريًا- سيجعلك تخسر الكثير من كل الاتجاهات.

الإدعاء الثاني: الشركات الكبرى لم تعد تعتمد على الشهادة

“جوجل وميتا (فيسبوك سابقًا) وتسلا لا يعتمدون على الشهادة الجامعية”..سمعت هذه العبارة حوالي عشرمائة مرة، إلى أن قررت الدخول للوظائف المتاحة في تلك الشركات ولننظر بأنفسنا.

هذا رابط الوظائف المتاحة في جوجلالوظائف المتاحة في فيسبوك

خذ وقتك تمامًا في تفحُّص تلك الوظائف، وأخبرني ماذا وجدت؟

بالنسبة لي، وجدت أن 80% من الوظائف تتطلب شهادة جامعية، وبعضها يتطلب دكتوراة. وبعض الوظائف التي لا تتطلب شهادة جامعية تكون فيها من ضمن قسم “المتطلبات المُفضل وجودها”

بل وحتى إن افترضنا أنها تعتمد على المهارات في المقام الأول، فهل تظن أنك ستتخطى كل هؤلاء الحاصلين على شهادات في تخصصهم؟

حظًا سعيدًا!

حسنًا، نحن لا نريد العمل في الشركات الكبرى، فماذا عن باقي الشركات؟

لنأخذ نظرة على احصائيات التوظيف في لينكد إن: 80% من الأشخاص الذين يتم توظيفهم على لينكد إن في الوظائف الخمس الأكثر طلبًا حاصلين على درجة البكالوريوس أو أعلى، هذا مع العلم أن نسبة الحاصلين على درجة البكالوريوس في الولايات المتحدة حوالي 45% فقط.

إحصائية ثانية: نسبة الحاصلين على شهادة جامعية في مصر حوالي 12.4% فقط. لا أعلم نسبة الحاصلين عليها على مستوى العالم، ولكنها لن تتجاوز 40%.

هذا يعني أن احتمالية حصولك على وظيفة تزداد بمعدل 4 أضعاف إن كنت حاصلًا على شهادة جامعية.

بالطبع، عدم حصولك على شهادة جامعية سيزيد من احتمالية عملك في مجالات أخرى كمندوب مبيعات أو البيع في محال تجارية مثلًا (وهي غالبًا لا تُنشر على لينكد إن)، ولكن ليس الجميع يرغب في عمل كهذا.

لنذهب للسوق العربي وموقع وظّف وهو من أشهر مواقع التوظيف العربية، ولنأخذ مجال يُفترض ألا يتطلب شهادة جامعية وهو التسويق الالكتروني.

خمّن أولًا ثم أدخل وابحث، وستجد أن 80% من الوظائف المنشورة تتطلب شهادة جامعية (ولا يُشترط أن تكون في مجال التسويق، فقط مؤهل جامعي). اذهب لأي وظيفة تخطر في ذهنك وستجد نفس النسبة قائمة.

الإدعاء الثالث: لم ينجح أحد بسبب شهادته الجامعية

هنا يتحدثون عن رجال الأعمال مثل بيل جيتس ومارك زوكربيرج وايلون ماسك وأي رجل أعمال يخطر في ذهنك، لم يستخدم أي منهم شهادته حتى يصبح رجل أعمال، أليس كذلك؟

نظريًا هذا صحيح، ولكن بالعودة لسيّرهم الذاتية، سنجد أن أغلب هؤلاء -إن لم يكن جميعهم- كانوا مهووسين منذ صغرهم بمجالهم وكانوا عباقرة بالفعل. بمعنى أن قبل اتمامم الثامن عشر من عمرهم، كان يمكنهم مناطحة مَن يكبرونهم بعشرين عامًا في نفس المجال.

بالنظر لبيل جيتس ومارك زوكربيرج، سنجد أن العامل المشترك بينهما هو: توّفر حاسوب منذ صغرهم (في حين كان أغلب الناس لا يمتلكونه)، ونشأتهم في عائلة مقتدرة ماديًا، وتفوقهم دراسيًا.

كلاهما دخلا جامعة هارفارد، وكلاهما لم يتركها إلا حين رأى بوادر نجاح عمله التجاري، هذا مع شعورهم بالإطمئنان أنهم لن يفتقروا إن فشل مشروعهم، فلديهم عائلة في حال مادي جيد.

والسؤال الذي يطرح نفسه: لماذا المتفوقين دراسيًا تزداد احتمالية نجاحهم واقعيًا؟ رغم عدم وجود علاقة ظاهرة بين المتغيرين حيث الدراسة لا تؤهلك للحياة الواقعية.

لا أتحدث هنا عن الأسماء المذكورة فقط، بل حتى بالنظر حولي، أجد أن مَن كانوا متفوقين دراسيًا رغم أنهم قد لا يجدون عملًا يناسبهم بشهادتهم، إلا أنهم لو دخلوا مجال آخر لنجحوا فيه (ومن فضلك، أنظر حولك وحاول أن تلاحظ إن كان هذا الكلام صحيحًا أم لا).

لنفهم السبب، يجب أن نعود لسبب تفوقهم في الأصل، إن سبب تفوقهم هو امتلاكهم لمهارات كالإنضباط الذاتي، التركيز والبعد عن المشتتات، التعامل مع الضغوط.

وبالنظر للأسباب التي تجعل الفرد ينجح واقعيًا، سنجدها نفس العوامل؛ فلتنجح في عمل ما، تحتاج التركيز فيه، والإنضباط الذاتي للتطور في المجال، وبالطبع التعامل مع الضغوط.

نعم، إنها نفس المهارات التي تحتاجها للنجاح دراسيًا. لذا يمكن القول أن النجاح في الدراسة يعد مؤشرًا للنجاح في الحياة العملية. ولا أتحدث هنا عن الطلاب الذين يعتبرون الدراسة هي كل شئ؛ فهؤلاء يحققون فشلًا ذريعًا بمجرد الخروج عن تخصصهم.

الإدعاء الرابع: العمل الحر أفضل

اعتراضي على هذا القول ليس لسبب خطأه، ولكن أغلب من يقولون ذلك يبالغون في الأمر.

إنهم يقنعون الناس أن حياتهم ستصبح وردية بمجرد ترك الجامعة والتوجه للعمل الحر، ولا يقولون أن العمل الحر يتطلب مهارة عالية للتنافس مع السوق المكتظ بالمستقلين حاليًا والذين يزدادون يومًا بعد يوم.

ولا يقولون أن الوصول لمستوى جيد في تلك المهارة يتطلب إنضباطًا ذاتيًا لا يمتلكه الجميع.

ولا يقولون أنك تحتاج لسنوات حتى تتقن مجالك وتحصل على دخل يكفيك شهريًا، ولا يقولون أنك تحتاج لجهد -قد يعادل أو يفوق الجهد المبذول في الجامعة- حتى تتعلم المهارة المنشودة.

ولا يقولون أن العمل الحر يظل غير آمن حيث قد تأتي شهور لا يأتيك فيها عملًا.

أغلب الفيديوهات والمنشورات التي تدعو للعمل الحر تنظر لجانب واحد من كل شئ: الجانب السلبي للتعليم والوظيفة، والجانب الإيجابي لترك التعليم والعمل الحر!

وهو بدوره يضلل الكثيرين وتحديدًا صغار السن، حتى يتخذ بعضهم قرارات طائشة قد تبدأ بترك المذاكرة والرسوب في مقرراتهم، وتنتهي بترك الدراسة كليًا.

أنظروا للسياق

ستجد الكثير من المدونين واليوتيوبرز في دول الغرب -الولايات المتحدة تحديدًا- يدعون لترك الجامعة أو عدم الالتحاق بها. ولكن قبل أن تتأثر بهم، هناك عامل مهم يجب أن تأخذه في الاعتبار وهو تكاليف الدراسة هناك.

متوسط مصاريف الدراسة في الجامعات الحكومية هناك هي 20 ألف دولار في السنة الواحدة، وهذا ما يشجعهم على عدم الالتحاق به. حتى تتخيل الأمر، فإن 4 سنوات من الدراسة هناك تكفي لشراء شقة في مكان مميز في الدول العربية (مصر وشمال إفريقيا تحديدًا).

إن كانت هذه نفسها مصاريف الدراسة في الجامعات العربية لكان يجب أن نفكر ألف مرة قبل الالتحاق بها، حتى مع الأخذ في الاعتبار النسبة والتناسب. ولكن كم مصاريفها لدينا؟ بحثتُ عن تكاليف الجامعات في دول مصر وشمال أفريقيا فوجدتها تعادل فقط 1% من الرقم المذكور، وفي السعودية حوالي 5%. مع الأخذ في الاعتبار الفوائد المذكورة، فإن الالتحاق بالجامعة هو أمر يستحق بلا شك.

التطرف الذي سيقودنا إلى الهاوية

السبب الأكبر للتطرف الحادث حاليًا تجاه ترك التعليم والتوجه للتعلم الذاتي، هو الأهالي كبار السن. كان في أيامهم السبيل الوحيد لطلب العلم هو التوجه للمدارس والجامعات، هذا من الأسباب التي تجعلهم يتمسكون جدًا بتعليم ابناءهم جامعيًا.

وليس من العجيب أنك حتى الآن لو بحثت في جوجل أو سألتهم عن السبب الذي يجعلك تستمر في التعليم سيقولون لك: لأن طلب العلم فريضة. وهذا رغم صحته إلا أنه أسوأ إجابة على الإطلاق لهذا السؤال؛ لأن طلب العلم لم يعد مقتصرًا على الجامعات حاليًا.

كرد فعل على هذا الاعتقاد المُقدِس للتعليم الجامعي بشكل كبير، تطَرف بعض الأبناء للجانب المعاكس تمامًا، وكما يقول القانون الفيزيائي الشهير:

لكل فعل رد فعل، مساوي له في المقدار ومضاد له في الاتجاه.

هذا القانون لا يسري فقط على الفيزياء، ولكن أيضًا على أفكارنا، فاكتشافك لخطأ أحد الأفكار المتطرفة السابقة سيقودك للتطرف إلى الجانب المعاكس تمامًا.

ما أود الدعوة إليه هنا هو الاعتدال: التعليم الجامعي ليس كل شئ، كما أن التعلم الذأتي والعمل الحر ليس دربٍ من ورود. ولكن علينا الاعتراف أن عدم امتلاكك لمؤهل جامعي سيقلل من فرصك بنسبة 80% على الأقل ويجعلك تأخذ أقل مما تستحق..من ناحية نظرة المجتمع..من ناحية التوظيف ومن نواحي شتّى.

اعتراضي الأكبر

اعتراضي الأكبر على نشر فكرة “اترك التعليم الجامعي فهو بلا فائدة” هو أنها تخاطب الجزء الكسول في الإنسان. مَن ينشر تلك الأفكار لا يتفطن لوجود الكثير من طلاب المرحلة الثانوية ينتظرون سماع شئ كهذا حتى يجدون حجة لإهمال دراستهم، إدعاءات كهذه ستجعلهم يتخذون قرارات غير حكيمة سيندمون عليها لاحقًا، ليس فقط للأسباب المذكورة، وإنما أن يكون لديك مهمة ولا تُخرج كامل قدراتك فيها لأي سبب -خاصةً في سنة كهذه- هو أمر يثير الشعور بالذنب لفترة طويلة من حياتك.

فقط رسالتي لمن ينشرون أفكار ترك التعليم الجامعي: كونوا أكثر أمانة وأذكروا الأعراض الجانبية لترك الجامعة كما تذكرون الفوائد القليلة لتركها.

خاتمة

هناك فوائد جانبية أخرى لم أذكرها ومنها:

الجانب الرياضي: بما أن جامعتي كبيرة المساحة، فإن اليوم الذي أذهب فيه هناك أضمن أنني سأسير 7 كيلومترات على الأقل. بالنسبة للكسالى أمثالي، فالالتحاق بالجامعة سيجعلهم يمارسون رياضة المشي دون أن يلاحظوا (بالنسبة للذين ينتقلون بالأوتوبيس أو السيارة داخل الجامعة، لا أعلم كيف تعيشون هكذا!).

الجانب الاجتماعي التعاوني: في أغلب الكليات ستحتاج في سنة من السنوات على الأقل الدخول في مجموعة لإتمام بحث أو شئ كهذا. بالنسبة للإنطوائيين، سيفيدكم هذا في تنمية مهاراتكم الاجتماعية، وهو أمر ذا أهمية قصوى في عملكم مستقبلًا.

الخدمة العسكرية الإلزامية: لا أعلم عن باقي الدول العربية، ولكن عدم حصولك على شهادة عليا في مصر يجعل مدة خدمتك العسكرية سنتين بدلًا من سنة واحدة.

هناك تدوينة لأستاذ طريف مندو بعنوان لماذا تركت دراستي الجامعية ولماذا عدت لها تحدث فيها عن أسباب أخرى تساعدك فيها الشهادة الجامعية، كالسفر لدول أجنبية والبقاء فيها لمدة طويلة.

أخيرًا، علينا الاعتدال أكثر في حُكمنا على هذه الأمور. وكأشخاص نمتلك بعض المتابعين وقليل من التأثير، علينا أن نعرف إنعكاس ما نقوله أو نكتبه جيدًا على غيرنا. الكثير من المحتوى الذي يدعو لترك الجامعة أو عدم الالتحاق بها هو محتوى غير معتدل وغير أمين.

وكنصيحة عامة لأي شخص يتصفح الانترنت: أي شئ تسمع كثيرًا عن فوائده، ابحث عن سلبياته أولًا قبل أن تتخذ قرارك. سمعت الكثيرين يتحدثون عن مزايا هذا المنتج المذهل؟ اذهب لجوجل وابحث عن عيوبه. سمعت الكثيرين يتحدثون عن فوائد ترك الجامعة؟ اذهب لجوجل وابحث عن سلبيات ترك الجامعة.

لا تكن كالأشخاص مفرطي الإيجابية الذين يقولون أنظر للجانب الإيجابي وحسب. فالنظر لكلا الجانبين وتقدير الفوائد والمخاطر المحتملة هو ما يجعل قرارك أكثر رزانة وحكمة.

مينا يسأل: ما السبب الذي يدفعك لاستكمال أو ترك الجامعة؟

الإعلان

6 أفكار على ”لماذا لا يجب أن تفكر مطلقًا في ترك الجامعة (حتى مع علمك بقلة فائدتها)؟

  1. لا فض فوك، كفيت ووفيت فعلاً
    المشكل في من ينوي ترك الجامعة وهو لم يجعل لنفسه مجالا آخر يعمل عليه، أو مهارة يسعى لتطويرها، أكثر من يفكر في ترك الجامعة إما لكسل في نفسه أو لعدم توفر عائل يعيله على أداء مستحقاته الدراسية، ولكن في كل الأحوال أرى بأن الدراسة الأكاديمية تبني للانسان career ولو لم يعمل بما درسه واتجه الى مجال آخر.

    Liked by 1 person

    1. تمامًا كما أعتقد.

      المعادلة الأفضل لمن لا يفكر بالعمل بشهادته هو أن يدرس بالجامعة (ولو لم تكن أكثر اهتماماته) وفي نفس الوقت يطوّر مهاراته بعيدًا عن الدراسة، وعلى الأقل إن لم ينجح في هذا سينجح في ذاك.

      وما أفضله مَن استطاع الدمج بين المجالين في عمل واحد.

      مثلًا، طبيب لا يود العمل بشهادته (وهذا نادرًا) ولكنه يحب صناعة المحتوى، فيعمل في صناعة المحتوى الطبّي.

      خريج علم نفس لا يود العمل كأخصائي نفسي ولكنه يحب مجال التسويق، فيستغل ما تعلمه أكاديميًا في مجال التسويق (جزء كبير من التسويق يعتمد على العلم النفس، كالجزء المتعلق بسلوك المستهلك) وهكذا.

      أما من يهتم بشئ واحد ويترك الآخر فهو يصعّب حياته كثيرًا..بإرادته أحيانًا!

      Liked by 2 people

      1. فعلًا؟ ما كنت أعرفه أن التسويق يتبع فقط كلية تجارة وإدارة أعمال، أما تخصص علم النفس فأول مرة أسمع هذا الأمر.
        في الواقع كانت إحدى رغباتي دخول تخصص علم نفس إلا أن قدري كان علم اجتماع، إلى أن اكتشفت وجود جزء خاص بالتسويق في علم الاجتماع أيضًا ولكنه محدد بمسمى التسويق الاجتماعي social marketing
        حيث هدفه نشر قيم أو سلوك تخدم الصالح العام في المجتمع. وأيضًا ندرس ثقافة الاستهلاك والطرق التي تتبعها الشركات لتحفيز الشراء والاستهلاك. وهو بدوره يصب في مجال التسويق.
        علوم النفس والاجتماع بالذات من أكثر العلوم التي يمكن إدخال فيها أي موضوع تقريبًا.

        Liked by 1 person

اترك تعليقًا

إملأ الحقول أدناه بالمعلومات المناسبة أو إضغط على إحدى الأيقونات لتسجيل الدخول:

شعار ووردبريس.كوم

أنت تعلق بإستخدام حساب WordPress.com. تسجيل خروج   /  تغيير )

Facebook photo

أنت تعلق بإستخدام حساب Facebook. تسجيل خروج   /  تغيير )

Connecting to %s